ياعيسى إِنِّي مُتوَفيكَ ورافعُكَ إِلَيَّ ومُطَهرُكَ: من تفسير الشيخ الحجاري الرميثي
كاتب الموضوع
رسالة
الشيخ الحجاري
عدد المساهمات : 534 نقاط : 1520 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/02/2008 العمر : 68
موضوع: ياعيسى إِنِّي مُتوَفيكَ ورافعُكَ إِلَيَّ ومُطَهرُكَ: من تفسير الشيخ الحجاري الرميثي الأحد أغسطس 12, 2012 6:17 pm
[center] [center]ألحَمدُ للّهِ على نعَمهِ بِجَميعِ مَحامِده. والثناءُ عليهِ بآلائهِ في بادِئِِ الأمرِِ وَعائِدِه. والشكرُ لهُ على وافِرِِ عََطائِهِِ ورافِِدِه. والإعتراف بلُطْفِهِِ في مََصادِرِِ التوفَيقِ ومَواردِه. وأَشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللّهُ وأنَ مُحمداً عَبدهُ ورسُولُهُ وأشهدُ أنَ علياً أمينَهُ وحِجَتُهُ على خلقِه. شهادَةًَ مَقرُونةً بالإيمانِ والصَبر بعيدةً عن الشَكِ والإرتيابِ مُتَحَليةٌ بقلائدِ الإخلاص وفَرائِدِه مُستَقلةٌ بإحكامِ قواعِدِ التوحيدِِ ومَعَاقدِه.. والصلاةُ والسَلامُ على آلِ الرسولِ الطاهِرينَ الجامِعِينَ نََوافِر الإيمان وشَوارِدِه. والرافِعينَ أعلام الإسْلام ومَطارِدِهِ. والشارعِينَ نَهْج الهُدى لِقاصِدِه والهادينَ سَبيلُ الحَقِ وماَهِدِهِ. والسلامُ على حُماةِ مَعالِم الدينِ ومَعاهِدِِه..
أما بعدُ. أنَ هذا التفسيرُ هوَ ليسَ مِن خلافٍ بينَ أُولي الألباب وليسَ هُوَ الفريدُ مِن نَوْعهِ. ولا ارتيابٌ أو الشكُ في تفاسيرِ ذَوِي المَعارفِ الراسِخينََ في العِلمِ. بلْ أنَّ عِلمَ الحَديث وآثاره مِِن أشرفِ العِلومِ الإسلاميةِ قَدْراً وأحْسَنُها ذِكراً. وأكملُها نفْعـاً وأعْظمُها أجراً. وأقولُ مِِن الاهتِمامِ البيِّن والالتزام المُتعيِّن حيثُ انَ هذا التفسير يَنقسمُ إلى أربعةِ أقسامٍ: أحدُهُما مَعرفة ألفاظهِ والثاني مَعرفـة مَعانِيـه.. والثالثُ بلاغتَـهُ اللغوية.. والرابـعُ ( 3 )
بِحوثهُ الروائية والإستدلالية والعرفانية. ولاشكَ أن مَعرفَةََ ألفاظهُ مُقَدّمةٌ في الرتبةِ على الإعرابِ. لأنَها الأصلُ في مُفرداتِِ اللغةِ ومعانِها. وبِها يَحْصل التفاهُم بتأويلِِ الآياتِ. فإذا عرِفَتَها تَرتَّبتِ المعاني عليها، فكانَ الإهتمامُ ببَيانِها أوْلَى مِن إعرابِها لُغوياً والتبْينُ مِن ذلكَ الألفاظَ التي تنقَسِمُ إلى مفردةٍ ومركبةٍ ومَعرفةٍ. فالمُفردةُ مقَّدمةٌ على مَعرفةِِ المُركبَة لأنَّ التركيب فَرْعٌ عَن الإفراد..
وأما الخاص مِِن مفرداتِ الكَلِمةِ التي تُطابقُ معنى الآية في تأويلِها فهوَ ما يَدور فيهِ مِن الألفاظِ اللُّغَوية الصَعبة والمُفرَداتِ الغريبة التي لا يَعرفُها إلا مَن عُنِيَ بِها. والحافظَ عليها مِما عُرِفَ مدلولِها واستخرَجَها من مظانِّها والرجوعِ بِها إلى أصلِ الكَلِمةِ مِن ثلاثةِ حروفٍ عربيةً وإلا تكونَ دخِيلةٌ وهذا لايدلُ أنَ الصَوابَ على كُلِِ مَن فسَرَ آيةً مِن القرآن هُوَ أفصحُ المُفسرينَ لساناً وأوضَحَهُمْ بياناً. وأعذَبَهُم نَطقـاً. وأسَدَّدَهُم لفظاً. وأبيَنَهُم لَهجَةً وأقومَهُم حُجةً. وأعرَفَهُم بمواقع التفسير أو أهدَاهُم إلى طُرق الصّوابِ لِكنُهُ عالِماً بِما يَرونَهُ الناس ويُنسٍبونََهُ تأييداً إلهياً ولُطفاً سَماوياً وعنايَةًً رَبَّانية.ورعايَةً رُوحانية. وكُلَّ تفسيرٍٍ لمْ يُطابق السُنةِ والدين فهُوَ مِن الشَواذِ.. ومن المعاني التي هيََّ مَبْنَى فَهْمِ الحديث عليها، فمَعرفة ذات اللهِ تعالى لايَسمحُ الوقوف على حَـدِ تفسيرِها.، أما الوقوف على معرفـةِ صفاتِ اللـهِ.. ( 4 )
اسْتقِلَ بِها عُلماء النَحو والتَّصريف، وإن كانَ بيني وبينهُم لا نُكاد نفْتَرِقاَنِ لاضْطِرارِ كلٌ مِنا بالمَعنى ولكن وبمَصَّبٍ واحدٍ.. وأخشى مِن هذا العصرُ إنهُ ليس ذاكَ العصرُ القدِيم. والعَهدُ ذلك العَهدُ الكريم. فجَهِْلُ الناس من هذا العصر ما كان يلزمَهُم معرفَةُ هذا التفسِير، أللهُمَ عَزز جماعَة مِِن أُُولِي المَعارف والنُّهَى، وذوي البصائر والحِجَى. أن يُدركوا مِِن مَعانيهِ طَرَفاً مِن عنَايتهم وجانباً من رِعايَتهم.. لِذا أُوَكِلُ كُلَّ مَنْ وَقَفَ على هذا التفسيرُ وَرَأى فيهِ خَطأًً أو خللاً إن يُصْلِحهُ ويُنَبّه عليه ويُوضّحَهُ ويُشيرَ إليهِ حائزاً بذلكَ مِني شُكراً جَميلاً ومِنَ اللّهِ تعالى أجراً جَزيلاً..
وقبْل الخَوضِ في التَصَّفحِِ مِن وَرقِ الكِتابِ. أقولُ أنَ العِلَّةًََ التي مِن أجلِها جَعلَ اللهُ نِيةُ قلبي خيرٌ مِن عَملي: لِماذا لأنَ العَملَ في ارتقائِي المِنبر الحُسيني ربُما يَكون رِِياء ورئاسَة واسْتكبار. أما نِيةُ القلب الخالصَةٌ لِربِ العالمينَ.. فََيَعطيَّ اللهُ تعالى جَزيل الثَواب أكثرُ مالا يَعطِي على العَملِ.. كَذلكَ في نِيةِ القلبِ جَعَلني اللهُ باحِثاَ ومُحققاً ومُسيراً بِقلمي هذا أفضلٌ مِنَ العَملِِ رياءً. لِئنَ المِنبر الحسيني مَن يَسُدَ حاجتَهُ الكثيرُ مِنَ الخُطباءِ. لِكَي أبتعِدُ عَن أحداثِ الناسِ ومِنَ الذنُوبِ التي ما لمْ يَكونُوا يَعلمونَ الصِعاب فأخْشى اللهُ تَعالى أنْ يَحْدِثَ لَهُم مِنَ البلاءِ ما لمْ يَكونُوا يَفهَمُونَ على ما كانُوا يَسْتَهزئُونَ.. ومِنَ اللهِ التوفيقِ ونسألكُم الدُعاء
( 5 ) سُورَة آل عُمران الجزءُ الثالِث مِن القرآن مَدنيَـة وآياتُـها(200) نـَزَلت بعـدُ الأنفـال