خَطَأتِ القُراءُ ما بَينَ أصْلِ الكَلِمَةِ القُرآنِيَة (لَاتَّخَذْتَ) وَالهَمزَةُ المُدغَمَةٌ (لَتَخَذْتَ) وَبكَسْـرِ الخـاءِ (لَتَخِذتَ)

خَطَأتِ القُراءُ ما بَينَ أصْلِ الكَلِمَةِ القُرآنِيَة (لَاتَّخَذْتَ)
وَالهَمزَةُ المُدغَمَةٌ (لَتَخَذْتَ) وَبكَسْـرِ الخـاءِ (لَتَخِذتَ)

فِي حَدِيثِ مُوسى لِلخِضُر عَليهِما السَلامُ بِحِكْمَةِ اللهِ وَإرادَتِهِ لَمّا دَخَلا تِلكَ القَريَةِ شاهَدا جِدارٌ لِيَتِيمَينِ صَغِيرَينِ, فأقاما بِناءَ ذلِكَ الجدارُ المائِل خِشيَّةً أنْ يَسقِطَ وَيُكتَشَف ذلِكَ الكَنزُ الذِي وَضَعَهُ لَهُما أبُوهُم فِي أُسِسِ الجِدارِ قَبلَ مَوتِهِ,, فَلَم يَتَمالَك مُوسى لَمَّا رَأى مِنَ الحِرمانِ وَمَساسِ الحاجَةِ مِنَ المالِ كَونَهُ جائِعاً لِيَشتَري بِهِ طَعاماً, فقالَ لِلخضُر عَليهِ السَلام (لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا) وَفِي هذا البَحثُ القَصِيرُ لِذا أبَيِّنُ لكُم خِلافِي مَعَ قُراءِ القُرآن مِما اتَخَذوا والكُوفِيُونَ مَعَهُم بِمّا أبدَلُوا الهَمزَةَ مِنَ الآيَةِ وَكَما يَلي بَيانُها كَالآتِي؟؟

وأقُولُ: لِقُراءِ القُرآن أصحابِ التَجوِّيدِ والتَرتِيلِ ومَعَهُم الكُوفِيينَ لا يَجُوز لَكُم تَبدِيلُ أو تَركُ قِراءَةِ هَمزَة الآيَة بِلامٍ فَقط كَما اتَخذتِمُوها بِهذا الشَكلُ (لَتَخَذْتَ) فلا يَجُوز قَراءَتُها مَرَةً فَقط لأنَها لَمْ تَتفاعَل مَعَ نَحُو اللُغَةِ وَإنَما تُقرَأ بِمَرَتَينِ؟ الأولى:: تُقرَأ بتَلفِظِها كَما جاءَت فِي القُرآن (لَاتَّخَذْتَ) ثُمَ يَجُوز لَكُم مَعَ ردِفِها بِقُراءَةٍ أخرى بَعدَها (لَتَخَذْت) وَهذِهِ المُفرَدَةُ بِقاعِدَتِها اللُغويَةِ, أقول تَخِذَ يَتْخَذُ بوَزْنِ سَمَع يَسْمَع، مِثلُ أخَذَ يَأخُذُ, وقُرِئَ (لَاتَّخَذْتَ) ثُمَ تُقرَأ بَعدَها وَ (لَتَخَذْتَ) وَهُوَ افْتَعَل مِن تَخِذَ, فأدْغُمَ إحْدى التاءَيْن فِي الأخرى وَهِيَ لَيسَ مَن أخَذ في الشَيءِ مِنَ الأجرِ فِي بناءِ الحائِط كَما طَلَبَ مُوسى مِنَ الخِضُر,, فإنَ الإفتِعالَ جاءَ مَن أخَذ أأتَخَذَ,, لأنَّ فاءَها هَمزَةٌ, والهَمزَةُ لا تُدْغَم في التاءِ بِقراءَتِها الأصلِيَة فِي القُرآن,, فَلِذلِكَ أبدَلُوا التاءَ الكُوفِيُونَ والقُراءَ لِلقُران بتَخفِيفِ التاءِ وكَسْرِ الخاءِ وَقالُوا (لَتَخِذتَ) وَهُم عَلى وَهَمٍ لا يَدرِكُونَها وَضَلُوا يَقرَءُونَ عَلى هذِهِ الحالَة وَلا يَزالُوا عَلى وَهَمٍ يُدغِمُونَ الهَمزَةَ بِقراءَتِها الغَيرُ صَحِيحَةِ بِمَرَةٍ واحِدَةٍ وَبِهذا الشَكِلُ (لَتَخَذْتَ) وَلَم يُكُمِلُوا قراءَتُها الأصلِيَة ثانِيَة كَما جاءَت فِي القُرآن بِشَكِلِها (لَاتَّخَذْتَ) هذِهِ التاءُ هكذا نَزَلَت بالقُرآنِ مَبنِيَةٌ عَلى فَعِلٍ يَفْعَل تَخِذ يَتْخَذُ، وَأتَخَذَ افتَعل مَن أتخَذ كَأتبَع مَن تَبَعَ, فالتاءُ لا تُدغَم هَمزَتُها بقِراءَةٍ واحِدَةٍ فتُقرَاُ بأصلِ الكَلِمَةِ القُرآنِيَة ثُمَ تُرادِفُها قراءَةٌ بَعدَها فَتُدغم بِهَمزَةِ بِهذا الشَكلُ (لَتَخَذْت) كَما نَزَلَت فِي الذِكرِ وَقالَ تَعالى (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا) (الكَهَف آيَـة:77)

(صادرٌ مِن مَكتَبِ العلامَة الشَيخ الحَجاري مُفسِر القُرآن/ مِن العِراق)

» كَثِيرٌ مِنَ الناسِ يَسألُونَ ما الفَرقُ بَينَ الرَسُولِ وَالنَبِّي وَالإمام) فأجابَهُم الشَيخُ الحَجاري قائِلاً