الشيخ الحجاري
عدد المساهمات : 534 نقاط : 1520 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/02/2008 العمر : 68
| موضوع: سؤال عراقي بتحريم السمك الذي يسلخ وهو حي قبل مراجع النجف استفتاه العلامة الشيخ الحجاري مفسر القرآن الخميس سبتمبر 07, 2017 9:13 am | |
| سُؤالٌ يُطرَح قَبلَ مَراجِعِ النَجَف استَفتاهُ العَلامَة الشَيخ الحَجاري مُفَسِر القُرآن قالَ أحَدُ المُسلمِين: عِندَنا في العِراق سَمَكٌ يُباع والمُتعارف عليهِ باسِم (سَمك العايش) فهوَ أحدُ أنواع الأسماك التِي تَبقى حَيَّة فترَةً طويلةً بعدَ خرُوجِها مِن الماء، فتقومُ البائِعَةُ برَشِ السَمك بالماء أو وَضعَهُ فِي أحواضٍ لِيَراهُ الناس إنهُ سَمَكٌ حَيّ، وعندَما نُريدُ شراءَ هذهِ السَمكَة يقومُ البائِع بضربِها بمَطرقةٍ غليظةٍ على رَأسِها بقوةٍ، وَمِن ثمَ يقومُ البائِع بقطعِ رأسِها مُباشرَةً بالسِكين الحادَة وهيَ لا تزالُ حَيةً ويُنظفُها وَيسلَخُها فَما حُكمُ ذلك في تذكِيَةِ الأسماك, حَيثُ لَم يَصدُر مِن مَراجِعِ النَجف فَتوةً بهذا, نُريدُ مِنكَ جَواباً يَرحَمُكَ الله شَيخُنا الفاضِل الحَجاري؟ الجَواب:يَجوزُ أكْلُ السَمَكِ بَعد تَناولِهِ مِن الماءِ حَتى يَمُوت على اليابسَة بِما يُقدَر عَليهِ المَوت بنفسهِ المُحَتم مِن رَبهِ هذا حُكمُ تذكِيَة السَمك المُتعارف عَليه الحَلالُ أكلُهُ؟ أمَّا إماتَة السَمك بِطريقَةٍ تَتعارَض قَتلَهُ بِمَطرقَةٍ غليظةٍ وَفيها حَركَةٍ بَعدَ سَلخِها وَتنظيفِها مِن أحشاءِها لا يُسَّمى تَذكِيَة لِقاعِدةِ السَمك المُتعارف عَليهِ شَرعِياً,, وَبهذا القَتلُ الشَنيع لِلسمَك بقاء الدَّم في جسِمهِ فلا عِلمَ ما يحدِثُ لِلدَّمِ في جِسمِ السَمكَةِ بهذهِ الحالةِ حِينَ يَنتفُض فورَ قتلِها لأنَ المَوتَ وقعَ على السَمَكةِ اضطرابياً بيَدِ الإنسان لا بتذكيَةِ مَوتِها لِنَفسِها فَيُحرَمُ أكلَهُ كَحُرمَةِ البَهيمَةِ التِي لَم تُقطع أوداجُها الأربعَة التي تُذبَح في الخَطأِ فيَبقى دَمُها فِي جِسمِها, كَما لا يَجُوز تَقطِيع السَمَك حَياً فَيُحَرَم أكلَهُ لأنَكَ قَطَعتَ عَنهُ صِراعَ المَوْت المُحتَم لَهُ عِندَ لَحظَةِ خرُوجِهِ مِنَ الماءِ فَأبدَلتَهُ بِمَوْتٍ وجَعلتَهُ فِي صِراعٍ مَعَ المَوْت الغَيْر طِبيعِي الذِي استخدَمتهُ اليَد القاتِلَة, فهذا القَتلُ أثمٌ كبيرٌ وتحريمٌ للسمَكِ والأفضَل حَتى يَمُوت السَمك لِنفسِه,, مِثالٌ/ لَوْ أنَ إنساناً عَجُوزاً يُعالِجُ عِندَ مَوْتِهِ المُحتَم عَليهِ أياماً فَقالَ أحدٌ أريحُوه فَخَنقَهُ فماتَ فَوقَعَ المَوْت الغَير مُحتَم فيُأثَم قاتِلَهُ خالِداً فِي النار وهكذا الحُكُم قاتِل السَمَك بالنار كَما أنَ حُليةَ أكْلُ السَمَك وحرامَهُ الذِي نَبَذتهُ الأمواج إلى اليابِسَةِ وَنظرَ إليهِ الإنسان حَياً فَيَضْطَرب وَيَمُوت صارَ مُذكِياً حَلالاً، وإذا لمْ يُؤخذ السَمك حَتى ماتَ على اليابسَةِ صارَ مِيتَةً وحُرُمَ أكلهُ, وعلى هذا الدَليلُ نقول لِلبائِعَة أنَ قاتِلَ السَمك بِمَطرقَةٍ غليظةٍ وَفيها حَركَةٌ بَعدَ سَلخِها وَتنظيفِها هُوَ حَرامٌ أكلُها كَما يُخالِفُ هذا التَحريم قوْل الرَسُول مُحمد صَلى الله عليه وآلهِ وسَلم) قالَ (إنَ اللهَ كَتبَ الإحسانُ على كُلِّ شيءٍ، فإذا قتلتُم فأحسُنُوا القتلَةَ) يَعني بِقولِهِ هذا: إذا ذبَحتُم فأحسُنُوا الذبَحَةَ، وَلْيَحد أحدَكُم شَفرَتهُ ولَيَرح ذبيحَتَهُ إنْ كانت هِيَّ لِلذبح مِن البَهائِم أو مِثلُ هذهِ السَمكَة التي لا تَمُوت لِفترةٍ طَويلةٍ يكُون تَذكِيتُها بأفضَلِ وَسيلةٍ وأحسَنُها لِلتَعجِيلِ بَمَوتِها فيَخرِجُها البائع مِنَ الماءِ وَيترِكُها لِفترَةٍ زَمَنيةٍ إن كانَت تمُوت بِستَةِ ساعاتٍ أو أقَل, وإن كانَ يُريدُ ذبْحَها فَلَهُ الجَواز عَلى أن يترُكَ البائِعُ نِصف مِن مُدَةِ فترَةِ مَوتِها المُحتَم لِنَفسِها بِثلاثِ ساعاتٍ فَيَذبَحُها مِن رَأسِها كَهيئةِ الذابح حَتى تَمُوت ثُمَ تُسلَخ وَتُنظف فَيَحِلُ أكلُها لِكُلا الحالَتَين واللهُ العالِم, وَللهِ الحَمْد عَلى حِفاظِ نِعَمِهِ قَبلَ الزَوال,والشكْرُ لَهُ على تَوفِيرِ عَطائِهِ الدائِم عزيزي الكريم افتَح رابط الفيديُو وشاهد كَيفَ يُحرَمُ السَمك
(أتعلَمُ أيُها الجاهِلُ الوَقح ما مَعنى الاصطفاء مِن دُونِ غَيرِكَ كَونُ لمْ يَصطَفِكَ الله كَسائِر البَشَر) أنَ اللهَ سُبْحانَهُ وَتَعالى يَجتَبى مَن يَشاءُ مِن عبادِهِ مِما كانَ يَعلَمُ بِهِ قَبلَ أنْ يَلِدَ إنهُ صالِحاً,, وهذا الاصطفاءُ مِنَ اللهِ مِنَةٌ بِنعمَتِهِ فإنْ لَم تَكُن النِعمَةَ خالِدَةً مَعَ عُمر الإنسان لا تُسَّمى نِعمَةً بَلْ تَقَحُط وَبَلاء لا يَنفَكُ بِسَببِ جَهلِ الإنسان أبداً،, فأنتَ مَثلاً/ وَقَفتَ ما أنتَ فِيهِ مِنْ الجَهلِ والإفراطِ وَالنَميمَةِ والهَمْزِ واللَمْزِ وَهَل تَأمَلتَ يَوماً مُفَكِراً كَيفَ أنَ اللهَ سُبْحانهُ وَتعالى اصطفاكَ فلمْ يَجعَلكَ جَماداً بَلْ جَعَلكَ إنساناً سَوِّياً، وَهلْ خَطرَ بِبالِكَ كيفَ اصطفاكَ الله فلمْ يَجعَلُكَ كافِراً بلْ جعَلكَ مُسلماً وَلمْ يجعَلك مِن أهلْ الكبائِر الفسَقَة المُجرمِين المَنبُوذِين عِندَ اللهِ, بَلْ جعلَكَ اللهُ مِن أهْلِ القُرآن والنُبَوَّةِ بالإتباع مِن أهْلِ الاسْتقامَةِ والطاعَةِ والدِين، وإذا كُنتَ طالِبَ عِلمٍ فإنَ اللهَ هُوَ الذِي اصطفاكَ وَباصطفاءٍ أخَر بأنْ جَعلَكَ صاحِبُ عِلمٍ وَمُرشِدٍ لِعِبادِه، وَإذا كُنتَ داعِيةٌ كَعالَمٍ مِن عُلماءِ الأمَة فهذا اصطفاءٌ أخَرٌ يُحمَدُ عَليه بأنَ اللهَ جَعلكَ ليسَ فقَط تَعرِفُ شَيئاً مِنَ العِلْم بَلْ جعَلكَ الله تَدعُو إلى هذا العِلْم لِتَنصُرَ الله فِي دِينِه,، أنَ البَيتَ الطيِّب يَخرُجُ مِنهُ الإبنُ الطيِّب كَما يَخرِجُ مِنهُ الإبنُ الخَبيث, وَمَثَلُ الرَجُل الطَيب عَن الخَبيث كَمثَلِ الطَعام الطَيب عَن الخَبيث, فَلَوْ كُنتَ حَقاً مِن أهلِ الإيمانِ لَتفَقهْتَ فِي دِينِكَ وَلَكُنْتَ مِن أهْلِ المَعرفَةِ, وهذا الفرَقُ هُوَ الفرقُ البَعِيد بينَ الذِي اصطفاهُ الله لِعبادِهِ لِيُعَلمَهُم وَبينَ الخَبيث الذي يُضِرُ بِعبادِ اللهِ بِجَهلِهِ وإفراطِهِ عَلى الله, فَمَنْ أنعَمَ اللهُ عَليهِ لا يَقعُ فِي الحَسَد وَلا يُحسَد فَالحاسِدُ يُحسَد لأنَهُ كانَ شيطانٌ بِشيطانٍ, والمُحسِنُ يُحسَنُ بإحسانِهِ وَما يُبْغِضَهُ إلا الحاسِد,, أتعَلَم أيُها الجاهِل ماذا قالَ رَبُكَ فِي صاحِبِ العِلْم (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (القصَص: آيَة 68) فيَختارُ الله ما يَختارُ لهُم ما كانُوا فِيهِ مِن خِيرَتِهم وصَلاحِهِم وَبإحسانِهِم فِي زَّقِ العِلمِ, والرِزقُ رِزقان عِندَ اللهِ المَعاش لِمَلأِ البِطُون, وَرِزقٌ لِلمَعارِفِ والتَعلِيم بِدينِ اللهِ,, أنظُر أيُها الجاهِل الوَقِح إلى قوْلِهِ تَعالى فِي يُوسُفَ وهُو طِفلٌ صَغيرٌ يَبلَغُ مِنَ العُمرِ تِسْعَ سِنِينٍ بِرُؤيَةٍ تَصَدقَ بِها أملَهُ وقالَ لَهُ أبيه (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) أسألُ اللهَ رَبِّي أنْ يَجعلَ هذا العَملُ وَالإرشاد لِوَجهِهِ خالِصاً ولِدينِهِ نافِعاً وَأنْ يَنفَعنِي بهِ وَإياكُم في الدُنيا والآخِرَةِ, والحَمدُ للهِ رَبّ العالمِينَ والصَلاةُ والسَلامُ على نَبيِّنا مُحَمَدٍ وعَلى ألِهِ أجمَعِين (صادِرٌ مِن مَكتبِ العَلامَة الشَيخ الحَجاري مُفسِر القُرآن الكريم) | |
|