نِكتَةٌ تُضْحِكُ المَيِّت الجاهِلُ بقبرِهِ: ويَقول
يا لَيْتَنِي حَياً لأَرى العُلماء بالحَياةِ أمْوات
وقالَ الحَجاري: يا مَيِّت لا مُحالَ أنْ تَكُونَ حَياً لِتَخبِرَهُم؟ فَإنهُم أمْواتٌ بِحياتِهِم الدِينِيَة::
فَلَوْ عَلِمَ العُلماءُ ما الفَرقُ بَيْنَ التَأوِّيلِ والتَعبيرِ لَفَهِمُوا تَأوِّيلَ يُوسُف هُوَ وَحيٌ مِنَ عِندِ اللهِ لِسَبْعِ بَقَراتٍ وَسَبْعِ سُنبلاتٍ لَمَّا اختَلفَ المُعبِرُونَ الكَهَنَة بِمَنامِ المَلِك أخناتُون واختِلافُ المُفسِرُونَ العُلماءُ بتَفسِيرِهِم الظاهِرِ لَلقُرآن, وقالَ يَعقُوب لِيُوسُفَ وَأنزلَ اللهُ بِهِ قَوْلَهُ حِينَ قال (يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ) بَلْ يُلهِمُكَ رَبُّكَ يايُوسُف تأوِّيل الرُؤْيا لا تَفسِيرُها
أصْلُ التَفسيرُ مَبنِيٌ عَلى الحَثِ وَظن المُفسِر بتَفسِيرِهِ لِلقُرآن ظاهِراً ويَجُوزُ الطَعنُ فِيهِ
أمَّا التَأوِّيلُ مُتَجَذِرٌ فِي الحَقِيقَةِ المَلكُوتِيَةِ وَلا سَبيلَ لِلتَبدِيلِ والتَغييرِ ثابِتٌ لله بِتَأوِّيلِ قُرآنه
والدَلِيلُ على ذلِك نَزَلَت آيَةٌ واحِدَةٌ فِي القُرآنِ تُبيِّن أنَ الحَجاري هُوَ الصادِقُ:: والعُلماءُ
هُمُ المَغرُورُونَ بِنَشْوَةِ جَهْلِهِم قالُوا نَحنُ الراسِخُونَ بِتَأوِّيلِ القُرآنَ مُسْتَندِينَ بِقَولِهِ تَعالى
بِسْمِ اللهِ الرَحمن الرَحِيم
(وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)(سُورَة آل عُمران: آيَة 7) يا عُلماءَ الغِرُور: الواو مِن راسِخُون لا تُعطَف على اسْمِ الجَلالَةِ لِتَكُونُوا مَعطُوفِينَ بواوِ العَطِف بتَأوِلِكُم للقُرآن كُلَهُ كَعلمِ اللهِ بتَأوِلِهِ لِقُرآنِه: وَإنما العُلماءُ مَعطُوفُونَ عَلى الإيمانِ وَما قَبلَهُ بواوِ العَطفِ التِي عُطُفَت على مَّا (يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ) بِهاءِ الضَمِيرٍ كَقُرآنٍ نَزَلَ (مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا. لأنَ القُرآنَ كَذَبَهُ المُشْركُونَ وَآمَنت بِتَصْدِقِ نِزُولِهِ العُلماءُ آنَذاك
(صادِرٌ مِن مَكتَبِ العَلامَة الشَيخ الحَجاري الرُميثِي مِن العِراق)